من طرف نوره ♥ ، الأحد أكتوبر 31, 2010 12:39 pm
،
في أحد الأيام قال طفل صغير لعائلته : "أريد أن أحقق أشياء صغيرة في حياتي وأعرف أني أستطيع" وبعد عدة سنوات قال رجل عجوز لعائلته : "كان من الممكن أن أحقق أشياء عظيمة في حياتي , أتمنى لو حققتها" هذه القصة الحزينة فيها عبرة رائعة إذ أن الطفل الصغير والرجل العجوز كانا الشخص نفسه !!
والمتأمل لتلك القصة يجد بأن الفارق بين العبارة الأولى : أريد أن أحقق أشياء عظيمة والعبارة الثانية : كان من الممكن أن أحقق أشياء عظيمة هو عدة حروف وكلمات لكننا فعلياً نقضي أياما ً وسنوات من عمرنا وربما تمضي مراكبنا ونحن لا ندري أين نحن الآن ؟ وماذا نريد أن نحققه في حياتنا ؟
فإن أروع مافي الوجود أن تجد قلوبا صادقة وعقولاً ناضجة تبحث عن الحق وتفتّش عن الخير .
قلوباً لايقتلها اليأس ولاتعرقل مسيرتها عوامل الزمان والمكان ،العلم دينها ، والصدق رفيقها ، والإخلاص محورها ، أهدافها واضحة ، وخطاها مرسومة .
تخطط قبل أن ترسم العمل ، فالإنسان بلا هدف وبلا غاية هو إنسان تائه يضيع ويتخبط هنا وهناك ،لايعلم إلى أين يتجه ، ولا إلى أين ينتهي ، تقوده نفسه إلى حيث يقودها هواها ، لايفكر في العواقب ، ولايدرك معنى للضياع.
تجده يتخبط يمينا ويسارا حتى يسقط في الهاوية وهو لايشعر ، مخدر الفكر ، مشلول القدرة ، مسلوب النجاح .
وكل جهد في غير اتجاه هدف مثمر فهو جهد ضائع .
فاسأل نفسك ، أين اتجاهك الحقيقي ، ولأي هدف تسير ؟
إن الهدف للانسان كالمنار للسفينة ، وكالبوصلة للطائرة، بدونها تتيه السفينة في المحيط ، وتتخبط الطائرة في الفضاء.
والإنسان الناجح هو ذلك الإنسان الذي يسير ويتحرك ويتصرف ويتكلم بناء على أهداف مرسومة يعمل على تحقيقها ، أما الانسان الذي ليس له أهداف فإنه سيبقى يراوح مكانه.
إن تحديد الهدف بدقة ينمِّي فينا تلقائياً الانضباط الذاتي ، أو بالأحرى الانضباط الروحي ، ويركز المجهود ، والحماس ، والابداع ، كما أن تحديدالهدف بدقة يحث الفرد على ترتيب ميزانية أوقاته يوما بعد يوم ، فأفضل طريقة لهدر الوقت هي أن نميته بدون عمل معين .
والإنسان الذي يعلم إلى أين هو سائر ، المصمم على أن يصل إلى هدفه ، يكون له تأثير على كل من يقع ضمن دائرة سيره ، وإليك هذه التجربه البسيطة : انزل إلى الشارع ، فإن كنت غير مصمم على الذهاب إلى مكان ما ، فإنك تصطدم بكل من في الطريق ,
ثم عاود السير في الطريق عندما يكون عندك موعد مهم ، فإنك ستجد أن الناس يفسحون لك مجالا أفضل للمرور .
فتحديد الهدف بدقة يجعل الإنسان يشعر بالانتصار ،إنك أمام أحد أمرين : إما أن تشعر بانتصارك ، وإما أن تخفق في هذا الشعور ، ولاتستطيع أن تعيش الشعورين في نفس الوقت .
فهل سنقبض على ذلك الهارب (الهدف) أم أنه سيبقى مغيبا ً كحلم مستقبلي نود الإمساك به ؟ وما أجمل أن نتذكر دائما ً في طريقنا إلى الهدف المقولة الرائعة لديف سكوت : إذا حددت لنفسك هدفا ً وكنت قاردا ً على تحقيقه فقد ضمنت بذلك الفوز في السباق , قد يكون هدفك أن تصبح أول المتسابقين , أو أن تحسن أداءك , أو تنهي السباق فحسب , وهنا يرجع الأمر إليك …
عدل سابقا من قبل نوره ♥ ، في السبت يناير 15, 2011 9:46 am عدل 7 مرات